نوبات كتم النفس عند الأطفال (Breath holding attacks)

 

 

(………) عمره سنتان وفي صحة جيدة. تحدث له منذ شهرين نوبات بكاء شديدة يتبعها تصلب الاطراف و ازرقاق الشفتين ويبدو فاقد الوعي لمدة دقيقة او اقل ثم يفيق بعدها ويعود الى طبيعته. وقد تكررت الحالة عدة مرات خاصة عندما يغضب لنزع شيء منه كلعبة مثلا واحيانا عندما يتعثر ويرتطم رأسه بالارض. ويتساءل الأهل تملؤهم الدهشة والقلق ما الذي يحدث وما العمل؟

 

ماهو تشخيص الحالة؟

 

تسمى الحالة: “نوبات كتم التنفس” وهي عبارة عن رد فعل انعكاسي لدى بعض الأطفال للألم أو الخوف أو الغضب وبالذات الأطفال سريعي الانفعال والغضب. وهي لا إرادية وليست عن قصد من الطفل. وقد تكون متكررة أو نادرة الحدوث وليس لها أي تأثير يضر بالطفل.

 

وهل الحالات شائعة؟ وماهي بالضبط؟

 

تحدث لدى ٤ – ٥ بالمئة من الأطفال الطبيعين عادة من عمر ٦ شهور – ٦ سنوات والاغلب بين ١ – ٣ سنوات وتتوقف عند الأغلبية بعد عمر ٤سنوات.

 

هنالك نوعان:

 

النوع المصحوب بالازرقاق (Blue spells) وهو الشائع والنوع الآخر هو المصحوب بالشحوب (Pallid spells) وهو أقل حدوثا (ونادرا مايكون لدى الطفل النوعان معا).

 

تحدث نوبات كتم التنفس بدرجات متفاوتة خفيفة أو شديدة. ويكون الطفل قبل النوبة طبيعي تماما, ونتيجة الغضب أو الخوف أو الألم يبكي بحدة،أأقل من ١٥ ثانية ، وفجأة يتوقف عن البكاء ويبدو فاقد الوعي حابسا للنفس متصلب العضلات وغالبا مصحوبا با زرقاق في الشفتين ولفترة دقيقة أو أقل. وفي بعض الحالات قد تطول النوبة وقد يتشنج الطفل لفترة قصيرة ثم يعود لوعيه وطبيعته وكأن شيئا لم يكن. وقد يبدو أحيانا متعبا قليلا أو قد يذهب للنوم.

 

وهل هذه التشنجات تؤثر على الطفل, وهل يلزم أي فحص أو علاج؟

 

بالطبع لا فهي ليست تشنجات حقيقية ولا يعطى للطفل مضاد للتشنج حتى لو تكررت, و بفحص الموجات الكهربائية للمخ(.E.E.G) لا يظهر أي اختلال في هذه الحالات ولا علاقة لها بالصرع.

 

وبالنسبة للنوع الآخر من نوبات كتم النفس (النوع المصحوب بالشحوب) وهو أقل حدوثا ويحدث عادة عندما يتألم الطفل اثر سقوط أو ارتطام رأسه بشيء ما فيبكي لثوان- أو حتى قبل أن يبكي _ويغمى عليه فاقدا للوعي شاحب اللون ومرتخيا وقد يتصلب قليلا أو يرتجف، ثم يعود لوعيه في أقل من دقيقة على الأكثر وقد ينام بعد النوبة. وليس للأمر أي خطورة أو ضرر.

 

ماهو السبب المباشر لحدوث هذه الحالات؟

 

كما ذكرنا تحدث هذه الحالات أكثر عند الأطفال عصبي المزاج وبالذات النوع المصحوب بالازرقاق. ويظهر أن السبب حدوث تغيير وقتي في انتظام التنفس واحيانا بطئ مؤقت في ضربات القلب ربما بسبب التوتر العصبي أو الألم أحيانا.

وفي حالات قليله قد يكون نقص الحديد لدى الطفل أحد العوامل المؤثره،ويعطى لذلك شراب الحديد.

الخلاصة: نوبات كتم النفس بلا شك مصدر قلق شديد لمن يشاهدها ولكن الطفل لا يتضرر منها ولا تؤثر على المخ ولا علاقة لها بالصرع وتختفي مع الوقت.

 

بتاريخ:  ٢٠ يوليو ٢٠١٧

اعداد : الدكتور هاشم محمد المساوى- استشاري طب الاطفال

Comments are closed.