(…..) عمرها ٣ سنوات, تعاني من حرارة مرتفعة (٣٩.٥٠ درجة مئوية) وقلق غير عادي ثم بعد ٣ أيام أصبحت ترفض الأكل, ولوحظ أن لديها تقرحات صغيرة في الفم واللسان واحمرار اللثة ولا شيء غير ذلك. وقد شخصها الطبيب التهاب الهربس الفموي الحاد. ولشدة حالتها صرف لها مضاد فيروسي (شراب زوفيراكس) ومسكن للحرارة والألم. وتحسنت حالتها بشكل ملحوظ خلال اسبوع وعادت إلى وضعها الطبيعي.
ماهي الحالة؟
هو التهاب فيروسي يسببه فيروس الهربس البسيط (HVS type I) وقد يكون شديدا جدا عندما يحدث للمرة الأولى. ويبدأ عادة بحرارة مرتفعة (قد تصل ٤٠ درجة) وقلق لدى الطفل الصغير يتبعه بعد ذلك التقرحات على شكل حبيبات صغيرة في اللسان وغشاء الفم وربما الحلق مع احتقان (احمرار) اللثة وانتفاخها. وتكون مؤلمة جدا حين يلامسها الاكل الصلب أو شبه الصلب وكذلك المضغ مما يجعل الطفل يعزف عن تناول الطعام ويكون متوترا. كما قد يحدث نزيف بسيط من اللثة المتقرحة, وقد تمتد التقرحات إلى الشفتين أو حول الفم والأنف وربما إلى أصابع الطفل الذي لديه عادة مص الاصبع.
وقد يحدث تضخم الغدد اللمفاوية تحت الفكين ، يتراجع تدريجيا بعد أن يخف الالتهاب. وقد تلاحظ رائحة كريهة للفم . وتخف الحالة خلال اسبوع أو اسبوعين.
وفي أي عمر تحدث الحالة؟
الأغلبية بين عمر ٦ أشهر إلى ٥ سنوات من العمر وتكون أخف حدة قبل السنة, ربما بسبب المناعة المكتسبة للفيروس من الأم
وماهو العلاج؟
- مسكن للحرارة والالم مثل باراسيتامول (فيفادول او ادول Fevadol, Adol) أو ايبوبروفين.(Ibuprofen(
- إعطاء سوائل للطفل لمنع الجفاف مثل العصائر المخففة المبردة, وعدم إعطاء الحوامض والموالح والمشروبات الغازية.
- ترطيب أغذية الطفل لصعوبة المضغ لديه.
- في الحالات الشديدة, يوصف مضاد فيروسي (شراب زوفيراكس Zovirax syrup) يعطى ٤ – ٥ جرعات في اليوم خلال الثلاث الأيام الأولى من المرض ولمدة٥-٧أيام للحصول على نتيجة فعالة ، وهو مأمون وفعال. اما المضادات الحيوية فلا فائدة منها.
وهل تتكرر الحالة؟
نظرا لاكتساب مناعة من الإصابة الأولى الحادة فنادرا مايعود الالتهاب بنفس الحدة. إلا أنه في كثير من الحالات يبقى الفيروس خاملا بعد الإصابة الأولى, ويظهر فيما بعد كقرحة صغيرة في الشفة أو حولها وبشكل طفيف وربما متكرر )Herpes Labialis). تخف بذاتها خلال ٧ – ١٠ أيام. ويصف البعض لها علاجا موضعيا (مضاد فيروسي: كريم زوفيراكس للشفة (zovirax Labial cream) والذي ربما يساعد في الإسراع بشفائها.
وما العمل لمنع انتشار العدوى؟
الاحتراز من مشاركة الآخرين ادوات الاكل والشرب، وتقبيل الطفل المصاب, واللعب معه عن قرب إن أمكن لانتقال الفيروس بالملامسة. وقد تحدث العدوى دون ظهور أعراض عند البعض.
الخلاصة:
التهاب الهربس الفموي الحاد حالة ليست نادرة لدى الأطفال قبل السادسة من العمر وتكون غالبا مصدرا للعناء والقلق لدى الطفل والأهل. ولا شك أن فهم الحالة والتعامل الصحيح معها يوفر كثيرا من العناء وبالذات في الحالات الشديدة والتي تستدعي مراجعة الطبيب لإعطاء العلاج المناسب.
تاريخ: ٢٨-٨-٢٠١٧
اعداد: الدكتور هاشم محمد المساوى
استشاري طب الأطفال
مستشفى جدة الوطني الجديد
Comments are closed.