تسوس الأسنان المبكر عند الأطفال (Early Childhood Dental Caries)

(…..) عمره سنتان وقد لوحظت بقع بيضاء في أسنانه العلوية بمحاذاة اللثة, ورغم الحرص على عدم إعطائه الحلويات والعصائر المحلاة إلا أن لديه عادة شرب الحليب بقنينة الرضاعة عند النوم منذ فترة طويلة.

ما هي المشكلة وما العمل؟

الترسبات البيضاء في أسنان الطفل، وتسمى “اللوحية الجرثومية” (Plaque) ،هي المرحلة الأولى من تسوس الأسنان, وتحدث بسبب الحامض الناتج عن تفاعل نوع من البكتيريا “العقدية الطافرة” (Streptococcus mutans) مع الحليب المترسب على سطح الأسنان العلوية بالذات عند النوم.

وهل من الممكن أن تتطور؟

بالتأكيد، إذا لم يتم التدخل مبكرا, حيث لا تلبث وخلال فترة قصيرة أن تتحول إلى اللون الأصفر ثم الأسود (التسوس الكامل) إذ تعمل البكتيريا على تآكل السن.

وهل التسوس المبكر شائع عند الأطفال؟

نعم, وللأسف ،فإن التسوس المبكر في ازدياد, ومن المؤكد أن تسوس الاسنان اللبنية يزيد من إصابة الاسنان الدائمة بالتسوس فيما بعد.

وماهي الاسباب؟

أهمها السلوكيات الغذائية الخاطئة. وعلى رأسها إعطاء الحليب بقننينة الرضاعة أو كوب الرضاعة المثقب (sippy cup) عند نوم الطفل لفترات طويلة ومتكررة. وكذلك إعطاء الطفل المصاصة (pacifier ) المحلاة بالعسل وكذلك العصائر. وتزيد نسبة التسوس في الأطفال الذين يتناولون كميات متكررة من السكريات والنشويات. ولدى محدودي الدخل, وحيث يكون الوعي بصحة الاسنان متدنيا.

وهل للعامل الوراثي أثر في التسوس؟

يحدث التسوس في أعراق معينة أكثر من غيرها. وكذلك وجود التسوس لدى الأم أو الإخوة يزيد من القابلية لدى الآخرين.

وفي أي عمر يمكن أن يبدأ التسوس المبكر؟

منذ ظهور السن الأول, وفي الأغلب بعد عمر ستة أشهر ،ويمكن أن يحدث حتى بعد شهر من ظهور السن إذا لم يعتنى به.

وماهي المشاكل المترتبة على التسوس؟

التهابات اللثة، وليس نادرا خراج السن. وفي الحالات المتقدمة يؤثر على تغذية الطفل لصعوبة المضغ والآلام المصاحبة. كما أن تسوس الأسنان اللبنية يزيد من قابلية الأسنان الدائمة للتسوس فيما بعد كما ذكرنا سابقا.

وما العمل؟

أولا: الوقاية, وهي خير من العلاج. وتتمثل في الآتي:

  1. العناية بنظافة الأسنان منذ ظهور السن الأول بمسحه بشاش او قماش مبلل بالماء بعد كل رضعة أو على الأقل قبل النوم, واستعمال الفرشاة المبللة حين يسمح الطفل ،غالبا بعد عمر سنة ونصف. أما معجون الأسنان للأطفال فيستعمل عندما يتعلم الطفل دفعه للخارج (spitting) وعادة ما يكون بعمر السنتين. إن تنظيف الأسنان مرة في اليوم على الأقل في غاية الأهمية, ومن الافضل مرتين في اليوم. ويفترض أن يحتوي المعجون على مادة الفلورايد.
  2. عدم تعويد الطفل شرب الحليب أو العصائر المحلاة بالقنينة أو كوب الرضاعة المثقب (sippy cup) عند النوم في المساء أو القيلولة, وأن لا يسمح له بشيء غير الماء.
  3. التقليل من تناول الطفل للحلويات والعصائر المحلاة وغسل الفم بعدها. والابتعاد عن السكريات والمشروبات الغازية ( الصودا) والحلويات التي تلتصق بالأسنان.
  4. ملاحظة الأهل لأسنان الطفل منذ طلوعها ولو مرة في الشهر لاكتشاف التسوس مبكرا إن وجد والذي عادة ما يبدأ في القواطع الأولية العلوية.
  5. ينصح باستعمال معجون الاسنان المدعم بالفلورايد, كما أن طريقة التفريش الصحيحة هي الأهم.وللمياه المفلورة دور ايجابي . كما قد ينصح بعض أطباء الأسنان بعمل طلاء الفلورايد للأسنان اللبنية (Floride Layer) كإجراء وقائي وتوجد ،فرشاة خاصة للثة واللسان.
  6. مراجعة طبيب الأسنان مبكرا, والمتابعة الدورية وفق إرشادات الطبيب والمعالجة المبكرة.
  7. التوعية بصحة الأسنان لكل من له علاقة برعاية الطفل وضرورة أن تكون الرعاية الطبية لصحة أسنان الأطفال متوفرة وفي متناول الجميع.

وكيف يعالج التسوس؟

يقرر طبيب الأسنان العلاج المناسب لكل حالة والذي قد يتضمن تنظيف وإزالة الجير المترسب أو الحشوات المؤقتة والتيجان المعدنية, واخيرا الخلع إذا لزم، و ربما تركيبات مؤقتة حين يستدعي ذلك, وقد يتطلب التخدير العام للقيام بالمعالجة الشاملة.

تاريخ: 7-9-2017

اعداد: الدكتور هاشم محمد المساوى

استشاري الأطفال

مستشفى جدة الوطني الجديد