اضطرابات طيف التوحد
(A.S.D )
حالة مرضية تؤثر على الدماغ وتعيق قدرة تواصل الطفل مع الاخرين والتفاعل معهم. وقد تظهر الاعراض بعد عمر ٩ شهور ولكن من النادر ان تكون واضحة قبل عمر ١٨ شهر ، ولا يعرف سببه حنى الآن.
وكيف تشخص الحالة ؟
في الغالب يلاحظ الأهل أثناء مراقبة الطفل بعض الأعراض التي سوف نذكرها والتي تعكس ضعف تواصله معهم ، وكما ذكرنا غالبًا بعد عمر ١٨ أشهر . وقد تكون الأعراض خفيفة أو شديدة ولابد من مراجعة الطبيب لتأكيد تشخيص الحالة.
وما هي الأعراض ؟
- عدم استجابة الطفل للنداء و صرف نظره وتجاهله للتواصل مع الأخرين وعدم إكتراثه ، فمثلًا حين يحاول الأهل جلب إنتباهه بلعبة أو شيء ما – ليس أحيانًا- وإنما معظم الوقت فإنه لا يستجيب ويبدو كأنه لا يسمع . وقد يحصل ذلك -ولكن بشكل أقل- في حالات أخرى غير التوحد كأن يكون لدى الطفل تشتت الانتباه أو فرط الحركة.
- التأخر اللغوي الملحوظ المترافق مع الأعراض سالفة الذكر، يسببه ضعف التواصل البصري بالذات وضعف الانتباه. ويلاحظ أن الطفل لا يشيرالى الأشياء التي يريدها ،اذ لا يستطيع التعبير عن ذلك وقد يقوم بسحب الآخرين إليها أحيانا .
- لا يشارك في اللعب مع الآخرين ونادرًا ان يستمتع بذلك. وقد يكرر الكلمات التي يسمعها لأن سمعه طبيعي ، أو قد يبدي تعابير غريبة على وجهه لا تتناسق مع ما يحدث. أو يصدر أصواتا غريبة.
- الحركات النمطيه المتكرره ، وأكثرها الرفرفه باليدين والتي ايضا قد تحصل -أحيانا- عند الأطفال الطبيعيين، ولكن عند طفل التوحد تكون واضحة ومتكررة . وكذلك التأرجح والدوران .
- كثيرًا ما يحب التكرار فمثلًا عندما تعطي له لعبة سيارة -مثلا-فقد يهتم فقط بتدوير عجلاتها دون الاهتمام باللعب بها . وقد تكون له طقوس خاصة في اللعب مثل تصفيف الأشياء وتكرارذلك أو تدوير اللعبة دون توقف مثلا. ولا يهتم بالالعاب التعليمية أو اللعب التخيلي.
- صعوبة التعبير عن مشاعره ، وقد ينفعل أو يغضب من جراء ذلك، ولا يدرك في الغالب مشاعر الآخرين ولذلك تكون ردود فعله غير معتادة . وقد تكون ردود فعله غير عادية لبعض الأشياء الحسية كالاضواء الشديدة والأصوات العاليه-كما ذكرنا انفا.
تشخيص الحالة يعتمد على وجود الأعراض ولا يوجد أي فحص مخبري يساعد على التشخيص.
وماهو علاج التوحد ؟ أو ما العمل؟
للأسف لا يوجد حتى الآن علاج دوائي خاص للتوحد ،عدا بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الأعراض المصاحبة ان لزم كضعف الانتباه وفرط الحركة بإشراف الطبيب . ولكن بالإمكان عمل الكثير لتحسين الحالة وتطوير مهارات طفل التوحد السلوكية واللغوية بالتدخل المبكر . ويتم العلاج السلوكي والتخاطبي بإشراف المختصين عادة في مراكز خاصة. كما يمكن تطوير قدراته التعليمية والمعرفية وادماجه فيما بعد في البيئه التعليمية المناسبة. ومن المهم جدا مساعدة الأهل واشراكهم وارشادهم في التعامل مع الطفل ومن هذه الارشادات:
- التعرف على الأشياء التي تحصل للطفل وتجعله يهرب منها كالأضواء الساطعة والضوضاء الصاخبة . وابعاده عنها ما امكن.
- اشتراطات السلامة في المنزل بغض النظر عن عمر الطفل ومنها على سبيل المثال : غلق الأبواب الخارجية.
- تهدئة الطفل عند الانفعال وتطمينه في حالات الخوف والانفعال.
- اتاحة الظروف المناسبة لنومه وجعله يأخذ قسطًا كافيًا من النوم.
- احتياطات السلامة لمنع الحوادث كالاجهزة الكهربائية، والمسابح والمواد الخطرة والأدوية .
وباختصار .. فإن طيف التوحد اضطراب يؤثر على تواصل الطفل وسلوكه وقدراته اللغوية والمعرفية في عمر مبكر، و بالتدخل المبكر وتفهم الحالة والدعم المستمر يمكن مساعدة الطفل على تحسين قدراته السلوكية و اللغوية والمعرفية وادماجة في محيطه بالإضافة الى تخفيف المعاناة للطفل والأهل معا . والله المعين .
الدكتور هاشم المساوى
١٤ يونيو ٢٠٢٤