الاستقرار العاطفي والنفسي للطفل

الاستقرار العاطفي والنفسي للطفل

الاستقرار العاطفي

هناك ارتباط وثيق بين علاقة الوالدين بالطفل واستقراره العاطفي والنفسي، وللعلاقة الحميمة بين الطرفين تأثير ليس فقط على استقرار الطفل عاطفياً ونفسياً وانما ايضاً على تطوره الذهني واندماجه في مجتمعه ونموه بشكل عام.  ومن الركائز الاساسية لتحقيق ذلك ما يلي:

التواصل العاطفي (Emotional Communication):

و نعني به التعبير عن الحب و توثيق الترابط العاطفي مع الطفل، و من اهم الوسائل هي التواصل الجسدي و نعني به الضم و الحضنCuddling and hugging )) فهو من اكثر الوسائل تعبيراً عن الحب. ويبدأ منذ ولادة الطفل وقد أدرك الباحثون ذلك منذ امد طويل لما له من تأثير كبير على المدى القريب والبعيد، ولذلك ينصح بوضع الوليد فور ولادته على صدر امه ولو للحظات وكذلك التركيز على الرضاعة الطبيعية لما له من إثر كبير على توثيق الارتباط بين الام والطفل (Bonding). وحين يتعثر الطفل او يتألم لسبب ما فلا شيء احنى عليه من ضمه الذي يشعره بالأمان والاطمئنان كما ان ضمه حين يتصرف تصرفاً جيداً يشعره بالغبطة ويعزز ثقته بنفسه. ولابد ان تكون المبادرة من الأهل وليس بالضرورة من الطفل حتى يصبح الحضن عادة روتينية لدى الطرفين. فقبل ذهاب الطفل للمدرسة وعودته، -مثلا-يبادر الاهل اولاً بضمه حتى لو كان كبيراً وبديهي ان الضم ليس للصغار فقط وانما للكبار ايضاً فهو الاكثر دفئاً وتعبيراً عن مشاعر الحب والحنان.

الحوار (Verbal interaction):

يبدأ الحوار مع الطفل منذ الشهور الأولى ويكون وجهاً لوجه وبصوت هادئ وبكلمات سهله وواضحة حتى وان لم يفهمها الطفل الصغير في حينها. وتكون لغة الايماء والإشارة مهمة في المراحل الاولى، ويعد الحوار اللبنة الاولى في خلق التواصل مع الطفل وتوسيع مداركه كما انه مفيد لطمأنة الطفل وتهدئته وهو كذلك اسلوب للتعليم والتأديب. ويتطور اسلوب الحوار مع الطفل مع تطور نموه وادراكه، ولابد من المرونة والصبر ومن المهم الاستماع للطفل ليعبر عن ما في نفسه والاصغاء له لإظهار مشاعره خاصة عندما يكبر، وعندما يخطئ الطفل التصرف فان الحوار والاحتواء هما المدخل الأنجع للتقويم و التأديب.

اللعب ( Playing ):

اللعب عند الطفل حاجه غريزية وهي حق من حقوقه وحاجته للعب معه منذ المراحل الاولى مهم ليس للإمتاع والترفيه فقط بالرغم من اهمية ذلك بل مهم لتطوير قدراته الذهنية واللغوية وتفاعله مع محيطه واندماجه في مجتمعه واستقراره النفسي والعاطفي. ويجب ان يخصص الاهل وقتاً للعب مع الطفل منذ شهوره الاولى كما ان للعب مع الطفل في السنة الاولى اهمية بالغه في امتاعه وتهدئة طباعه، وكذلك الغناء. له و قد لوحظ ان الام و الاب اللذين يلاعبان طفلهما دائماً لعبة الغميضة مثلا ( Peeka boo) منذ عمر تسعة اشهر كانوا اكثر اندماجاً في اللعب مع الاطفال الاخرين.

وبعد السنه الثانية يبدي الطفل تفاعلاً اكثر مع اللعب التخيلي ( pretend symbolic play) وتتطور هذه الخاصية مع الوقت و يبدأ المحاكاة ( التفاعل و التخيل) مع العابه و محاكاة بعض الادوار الحياتية مثل اعداد الشاي والاكل التخيلي أو تقليد بعض المهن كدور الطبيب مثلا واحياناً التحدث بلعبة التلفون وربما مخاطبة العابه او الحيوانات الأليفة قبل ان يدرك الفرق بين الحقيقة والخيال فيما بعد، كما ان مشاركة الطفل اللعب مع الاخرين يساعده على الاعتماد على النفس وكذلك تعليم الطفل مبكراً اللعب بالدور يجعله يتقبل ذلك فيما بعد عند اللعب مع اقرانه.

وماذا عن التلفزيون والألعاب الالكترونية؟

ليس هناك ما يؤكد تأثير ذلك على الطفل دون السنتين وبعد عمر السنتين لا ضرر بل قد تفيد ولكن بما يناسب عمر الطفل وفي حدود، ويضع البعض حد الساعتين لمن هم دون سن الدراسة وتفيد الألعاب التعليمية فوق عمر السنتين وقد لوحظ ان الأطفال اللذين يمضون اوقات طويلة في مشاهدة التلفزيون يقل تواصلهم مع الاخرين.

تقدير الذات ( Self esteem) و الشعور بالثقة:

ان شعور الطفل بأن له دور ايجابي مهم جداً لبناء شخصية الطفل وينبغي تحميل الطفل بعض المسؤوليات مبكراً بما يتناسب مع عمره وترسيخ الاعتماد على النفس والمسؤولية تجاه الآخرين بالبذل والعطاء والعون كالصدقة والتطوع ولابد من التعبير عن مشاعر الحب للطفل ليس فقط عند القيام بعمل جيد وانما حتى عندما يخطئ فذلك أجدى لتقويم الخطأ وجعل الطفل أكثر تقبلاً للنصح.

التحفيز (Motivation):

ينبغي عدم اغفال التحفيز للطفل ومن اهم وسائل التحفيز:

  1. النموذج الجيد ( Good model): من المؤكد ان الصغار يقلدون الكبار خاصة في العمر المبكر فالقدوة الجيدة لها اكبر الأثر على الطفل.
  2. التركيز على السلوكيات الايجابية لدى الطفل وتشجيعها ومما لا شك فيه ان الإطراء (المديح) والمكافأة ولكن دون افراط مقابل العمل الجيد حافز للمداومة عليه.
  3. تجنب الانتقاد الجارح للتصرفات السيئة التي قد تبدر من الطفل احياناً فلا تقول له انت سيء وإنما نقول له التصرف الذي بدر منك سيء.

 

قواعد ذهبية ( Golden Rules):

  1. كن باراً بوالديك.
  2. أحب للناس ما تحب لنفسك.
  3. أحب الناس تكسب حبهم.
  4. أحسن الى من أساء اليك، واشكر من أحسن اليك وإذا اخطأت فأعتذر.
  5. إذا خاطبك شخص فانظر الى وجهه واستمع له وانصت ولا تقاطع.
  6. البشاشة والابتسامة أقرب طريق الى قلب الآخرين والكلمة الطيبة صدقة.
  7. إذا غضبت فاصمت واجلس هادئاً فذلك أجدى لضبط النفس.
  8. إذا عملت عملاً فأتقنه.
  9. إذا لم تنل ما تريد فانظر الى ما لديك.
  10. اتق الله في كل شيء وتوكل عليه فهو حسبك.

 

وبالله التوفيق،،

 

 

الدكتور هاشم محمد المساوي

استشاري الاطفال

10/10/2021