التبول الليلي عند الأطفال (Nocturnal Enuresis)

التبول الليلي هو ظاهرة وقتية عند الأطفال ولكنها مثار عناء وربما قلق للكثير من الآباء والأمهات وللطفل أيضا, ومما لا شك فيه أن تنوير الأهل والطفل حول المشكلة عامل مساعد لتجاوز آثارها وربما السيطرة عليها.

هل التبول الليلي شائع؟

 

نعم, يتوقف حوالي نصف الأطفال عن التبول أثناء النوم بين عمر ٣ – ٤ سنوات ولكن لايزال ١ من كل ٧ لا يسيطرون على التبول بالليل بين عمر ٥ – ١٥ سنة, وتقل النسبة إلى نصف ذلك تقريبا عند بلوغ ١٠ سنوات وتكاد تتلاشى عند بلوغ سن الخامسة عشر.

وهل هذا طبيعي؟

 

نعم, فكما أن هناك نسبة من الأطفال الطبيعين يتأخرون في المشي أو النطق فكذلك البعض يتأخر في التوقف عن التبول أثناء النوم.

ولماذا يحدث ذلك؟

 

لا ندري, ربما أن المركز الذي يسيطر على العملية في المخ أقل تحسسا ( أو استجابة) لامتلاء المثانة ،خاصة وأن نسبة كبيرة منهم عميقي النوم.

وهل للوراثة دور في ذلك؟

 

ربما, إذ ليس نادرا أن يكون أحد الوالدين قد مر بنفس المشكلة في طفولته والذكور أكثر من الإناث.

أو ليس الاضطراب النفسي هو السبب؟

 

في حالات نادرة فقط, وبالذات إذا صاحب ذلك التبول اللاإرادي أثناء النهار  لم يكن في السابق. أما في معظم الحالات فان الحالة النفسية للطفل طبيعية.

وهل يمكن أن يحدث ذلك بسبب تكاسل الطفل أو عن قصد منه؟

لا, فالمسألة خارجة عن إرادته, ومن الخطأ توجيه اللوم إليه أو معاقبته.

وهل هناك حاجة لعمل أي فحوصات للتأكد؟

 

بعد أخذ الطبيب للمعلومات و الاستيضاحات  التفصيلية عن حالة الطفل وبعد الفحص السريري يتبين في معظم الحالات أن لا لزوم لعمل أي فحوصات معينة ولكن قد يطلب فحص للبول للتأكد من عدم وجود التهاب جرثومي أو مرض السكري. وفي حالات نادرة جدا قد يلزم عمل بعض الفحوصات الخاصة.

وماهو الحل او العلاج؟

 

يتوقف العلاج على عمر الطفل ودرجة تكرار الحالة فحدوثها مثلا مرة أو مرتين في الشهر لا يلزمه عمل شيء, كما أن معظم أطباء الأطفال لا يحبذون عمل شيء للطفل إذا كان دون الخامسة من العمر, وبعد الخامسة ينصح أولا بتجربة الوسائل العلاجية البسيطة مثل:

١. تشجيع الطفل وربما بعض المكافأة البسيطة حينما لا يتبول الطفل في فراشه.

٢. تقليل تعاطي السوائل في المساء ساعتين قبل النوم.

٣. تجربة إيقاظ الطفل للتبول قبل ذهاب الوالدين للنوم.

ولا داعي أن يشعر الأهل بالإحباط عندما تفشل هذه الوسائل, وكثيرا مايحدث ذلك إذ أنه لايزال أمام الطفل فرصة كبيرة للتحسن تلقائيا بعد فترة.

وهل هناك حل آخر غير الدواء؟

 

نعم, جهاز التنبيه (Enuresis Alarm) وهو فعال بنسبة حوالي80% للأطفال فوق السابعة إذا مااستعمل بالطريقة الصحيحة وبانتظام. ويتكون الجهاز من منبه كهربائي (بالبطارية) يتصل به سلك في نهايته صفيحة حساسة توصل الدائرة الكهربائية بمجرد أن تلامسها القطرات الأولى من البول, فيعمل المنبه .عندئذ يستيقظ الطفل لأفراغ مثانته ويتوفر الجهاز أيضا بدون سلك.

والى متى يستمر استعمال المنبه؟

 

في حوالي 80% من الحالات يتوقف التبول الليلي خلال ٦ شهور وقد يتم الاستغناء عن الجهاز ولكن نسبة قليلة قد تحتاجه لفترة أطول، أو إعادة استعماله. ويعتقد بأن التنبيه المتكرر أثناء النوم يحدث نوعا من التكيف الانعكاسي اللاإرادي تتم معه السيطرة على التبول أثناء النوم بحيث يستيقظ الطفل دون المنبه.

وماهي عيوب جهاز التنبيه؟

لا شيء سوى بعض المشاكل البسيطة كأن يتجاهل الطفل المنبه ويغلقه, أو أن يكون المنبه سببا لازعاج من ينام مع الطفل. وقد يلزم إعطاء الدواء (منيرين) مع جهاز التنبيه في بعض الحالات ومن المهم تحفيز الطفل والتعامل معه ايجابيا.

وهل هناك علاج دوائي للمشكلة؟

 

بالإمكان إعطاء دواء للأطفال  بعد السادسة من العمر اسمه (منيرين Minirin) على شكل حبوب توضع تحت اللسان فتذوب. وتعطى مرة قبل النوم. وهذا العلاج عبارة عن نظير صناعي يشبه هرمونا طبيعيا في الجسم يفرز من الغدة النخامية (Vasopressin) يسيطر على ادرار البول. وبالتالي تقليل امتلاء المثانة أثناء النوم.

وهل هذا العلاج فعال ومأمون؟

 

نعم فهو فعال ومأمون، وبالامكان إعطاؤه لفترات طويلة (فوق ٣ أشهر) وتكراره لا يضر. إلا أن نسبة غير قليلة تعود كما كانت بعد ايقافه. وفي هذه الحالات يمكن استعماله عند الضرورة كالسفر أو النوم عند الأقارب. ورغم فعالية هذا النوع من العلاج وتأثيره الإيجابي على نفسية الطفل إلا أنه أقل فعالية من المنبه إذا كان الطفل متعاونا.

وهل بالإمكان استعمال العلاج الدوائي مع المنبه؟

 

نعم ويتوقع أن تكون النتيجة أفضل إذا كان الطفل متحفزا ومتعاونا.

وباختصار, فان التبول الليلي عند الأطفال بعد الخامسة مشكلة وليس مرض, ويمكن التعامل معها ايجابيا بالعلاج السلوكي والتحفيز اولا ،اوبالعلاج الدوائي أو المنبه إذا لزم ريثما يتحسن الطفل تلقائيا مع الوقت.

تاريخ: ٧-٨-٢٠١٧

اعداد: الدكتور هاشم المساوى

استشاري الأطفال

مستشفى جدة الوطني الجديد

Comments are closed.