اضطرابات النوم عند الاطفال
من المسلم به ان الطفل بحاجة الى قدر كاف من النوم, ويختلف ذلك حسب عمر الطفل وقد يؤثر قلة النوم على سلوك الطفل وتصرفاته ومزاجه ايضاً وعلى أدائه الذهني وربما تحصيله الدراسي اذا كان في سن المدرسة, كما قد يسبب ذلك ايضاً معاناة للوالدين ومن حوله, هناك عدة اشكال لاضطرابات النوم عند الاطفال سوف نتطرق لبعضها بإيجاز.
صعوبة تنويم الطفل:
هي مشكلة شائعة وبالذات في الثلاث سنوات الاولى وفي معظمها يرفض الطفل النوم دون ان يكون أحد الوالدين بجانبه وهو شعور طبيعي في الاغلب سببه الخوف من الوحدة، وقد يكون هناك اسباب اخرى منها
- اكتفاء الطفل بفترة طويله من النوم في الظهيرة، اذ لا ينصح بقيلولة أكثر من نصف ساعة فوق عمر 6 سنوات.
- ترك الطفل ينام الى فترة متأخرة بالنهار لكونه نام متأخرا في الليل، وتكرار ذلك يؤثر في الدورة الطبيعية للنوم والصحو.
- اشغال الطفل واندماجه في اللعب قبل وقت نومه، او نزعه بالقوة وقت استمتاعه باللعب.
- في بعض الاحيان يكون الازعاج وعدم توفر الهدوء له وقت نومه سبباً لتأخر نومه.
- عدم تعويد الطفل على وقت معين للنوم وبالأسلوب المحفز كالجلوس معه في البداية لفترة قصيرة لتطمينه أو قراءة قصة له - مثلاً – وربما اضاءة خافته تساعده على الاسترخاء و الاطمئنان. كل ذلك إذا لم يكن من البداية وبانتظام قد يعيق نومه.
- هناك البعض ممن يصعب تنويمه مبكراً وهو طبيعي ويحتاج الى مزيد من الصبر والتعامل معه برفق وايجابية والتحفيز لأن عكس ذلك يثير متاعب أكثر للطرفين. وقد يلزم نادراً اعطاء الطفل مساعداً للنوم كمضاد الهستامين ( كلو فنيرامين مثل هستوب Histop) او ميلاتونين Melatonin)) عند الضرورة ولفترة محدودة للمساعدة على تنظيم نومه, كما ان الحاق الطفل بالحضانة ( nursery ) بعد عمر 3 سنوات في النهار قد يساعد على تنظيم نومه مبكراً, وقد يفيد الحمام الدافئ للطفل قبل النوم على الاسترخاء والشعور بالنوم. ويرتاح بعض الاطفال لاحتضان لعبة يحبها ( دبدوب مثلاً) وقت نومه او بطانية له تعلق بها, كما يجب ان لا يعطى الطفل اي مشروب منبه كالقهوة او الشاي والكاكاو المحتوي على مادة الكافيين المنبه.
الاستيقاظ اثناء النوم:
استيقاظ الطفل اثناء الليل طبيعي وغالباً ما يعود الى النوم بذاته, ولكن قد يكون مشكلة احياناً حين يستيقظ الصغير اثناء نومه ولا يجد احداً حوله فيبكي خاصة اذا تعود بقاء والديه بجانبه حتى يعود للنوم, وبالذات عندما يكون تنويمه صعباً من الاساس وفي بعض الاحيان - ولو نادراً - قد يكون ذلك انعكاساً لمشاهد مخيفه قد يتعرض لها اثناء صحوه تثير فيه الخوف من الوحدة وعدم الشعور بالأمان والاطمئنان، وغالباً تكون الحالة مصدر ازعاج الاهل قبل الطفل خاصة عندما تحدث بتكرار, والمطلوب من الاهل هو ترك الطفل في فراشة وسوف يعود للنوم لحاله معظم الوقت, ولا مانع ان يكون سرير الطفل الصغير قريباً من والديه لأشعاره بالاطمئنان والامان, ومن الخطأ جلب الطفل لفراش الوالدين او اعطاؤه قنينة الحليب او العصير كلما استيقظ لما لذلك من تأثير سيء على صحة اسنان الطفل, اما السكاته (Pacefier) فلا مانع من اعطائها للطفل الصغير قبل النوم.
الاحلام المزعجة ( night mares)
شائعة وفي كل الاعمار وبالذات بين عمر 3-6 سنوات وتحدث في النصف الثاني من الليل على عكس الذعر النومى (night terros). يصحو الطفل مستيقظاً منزعجاً وخائفاً، وفي الغالب يتذكرها حين يصحو، لا يلزم شيء سوى ان يطمئن الاهل اذ ان الحالة تتلاشى مع الوقت, وربما يلزم احياناً اخذ الطفل من فراشه وضمه ليطمئن ثم اعادته بعد ان يهدأ ومن النادر ان تتكرر الحالة وتستمر, وحينها ربما يكون السبب تعرض الطفل لحادث مخيف او مشاهد مفزعه اثناء الصحو, او عدم الاستقرار النفسي والعاطفي لسبب ما.
الذعر النومى ( الكوابيس الليلية Night trrors)
وتختلف عن الاحلام المزعجة اذ انها تحصل في الجزء الاول من الليل, بعد ساعة ونصف تقريباً, بعد ان يدخل الطفل في النوم العميق, يجد الاهل الطفل جالساً في سريره او خارجه شاخص العينين وكانه في يقظة ولكن دون ان يصحو او يعي ما حوله وربما يصرخ او يبكي ولا يتجاوب وربما يصعب تهدئته. وبعد ذلك يهدأ ويعود لنومه ولا يتذكر الطفل شيئاً من ذلك, وسبب الذعر النومى غالباً اضطراب دورة النوم , وربما احياناً التوتر اثناء ارتفاع حرارة الجسم, وبعض الاحيان دون سبب واضح وقد يصاحب ذلك احياناً المشي اثناء النوم (Sleep Walking) والحالة تخف مع الوقت وكل ما يلزم هو تطمين الاهل فقط, وفي حالة المشي أثناء النوم اخذ الاحتياطات اللازمة لمنع الحوادث كالسقوط او الارتطام او الخروج خارج المنزل.
اضطرابات او توقف النفس الانسدادي اثناء النوم (Sleep breathing disorder or obstructive apnea )
قد يحدث ذلك لبعض الاطفال وحتى في السنين الاولى وسببه انسداد مجرى التنفس العلوي ( الانف والحلق) لأسباب مختلفة اهمها تضخم اللحميات خلف الانف او اللوزتين والذي يكون مصحوباً بالشخير الشديد والتنفس من الفم وحين تحدث للطفل نوبات توقف التنفس اثناء النوم ( sleep obstructive apnea) فيلزم مراجعة الطبيب دون تأخير وحين يكون السبب تضخم اللحمية وربما اللوزتين ايضاً فلا بد من استئصال اللحمية وربما اللوزتين ايضاً وفي اي عمر دون تأخير وهو الحل الجذري للمشكلة.
اضطراب نوم الرضع ( sleep problems in infants)
ينام الطفل الرضيع ساعات طويلة ( 18-20 ساعة) في الثلاث الشهور الاولى غالباً ثم تقل فترة نومه خاصة بعد عمر 6 شهور (14-16 ساعة) وطبيعي ان يكون نومه متقطعاً ليلاً او نهاراً وهو- بالطبع - لا يدرك الفرق بين الليل والنهار, وقد يصحو من اجل اخذ رضعته او حاجته لتغيير حفاظه او حتى عدم ارتياحه لسبب ما كالحر او البرد وربما المغص احيانا, وقد يصحو البعض ايضاً دون سبب وهذا طبيعي, ويختلف كل طفل عن الاخر في وتيرة نومه, كما ان هناك نسبة قليلة من الاطفال الطبعيين قليلي النوم او لديهم اضطراب النوم دون سبب واضح - كما ذكرنا- وهنا يحتاج الاهل الى مزيد من الصبر والهدوء والتحمل بعد الاطمئنان عليه.
هناك بعض الوسائل البسيطة التي تساعد على تحسين نوم الطفل الصغير منها على سبيل المثال لا الحصر:
- اعطاؤه كفايته من الرضاعة وفي حال الرضاعة الطبيعية حسب رغبته ( on demand)
- توفير الاجواء المريحة له كالهدوء ودرجة حرارة الغرفة المناسبة وكذلك تغير حفاظه عندما يتضايق من البلل والبراز.
- الهدهده قد تساعد الطفل الرضيع على النوم ولكن برفق.
- ينام بعض الاطفال أفضل عند سماع اصوات خافته او عند الغناء له.
- تعويد الطفل على روتين ثابت للنوم وفي وقت محدد وبانتظام ودون انقطاع وتهيئته لذلك حتى يصبح عادة. ومن السهل على الطفل تعود الروتين وبالمرونة والتحفيز وليس التساهل.
- وباختصار فان اضطرابات النوم عند الطفل شائعة وخاصة في المراحل الاولى وقد تكون مشكلة احياناً ولكن تتحسن مع الوقت بذاتها، ونادراّ ما يلزم استشارة الطبيب للاطمئنان على الطفل في بعض الحالات. او التدخل العلاجي في النادر باستشارة الطبيب
28/12/2021
الدكتور / هاشم محمد المساوى
استشاري الاطفال