الم البطن المتكرر عند الأطفال
(Recurrent abdominal pain in children)
تعريف: نوبات متكررة من الم البطن لدى بعض الأطفال 3 نوبات في 3 شهور على الأقل حيث لا يوجد سبب طبي مرضي للحالة. ويتضح ذلك بالاستقصاء الوصفي للحالة والفحص الطبي. وقد يلزم عمل الفحص المخبري او الأشعاعي في اقل من 10% من الحلات لتوضيح التشخيص.
تكون معظم الحلات من عمر 5 – 10 سنوات
واحيانا قبل البلوغ وخاصة في الفتيات. وتختلف شدة الحالة من طفل لأخر. وقد يصحبها نوبات عثيان او استفراغ.ويكون الألم في منطقة حول السرة.
وما السبب؟
كما ذكرنا انه خلل وظيفي (اي ليس عضوي مرضي)
ولكن هناك حالات قد يترافق معها عوامل اخرى تسبب الم البطن المتكرر وهي نسبة قليلة. وقد تستلزم التدخل العلاجي الطبي.
ومنها الأمساك المزمن او المتكرر والنزلات الفيروسية المتكررة ونادر التهاب المسالك البولية او جرثومة المعدة وقد يلجأ الطبيب لعمل بعض الفحوصات ان لزم لتوضيح التشخيص. وفي حالات قليلة قد يكون التحسس لبعض الأغذية سببا لألم البطن المتكرر. وفي بعض الحلات تكون مصحوبة بالغثيان والأستفراغ وتحدث فجأة وقد يكون الطفل شاحبا او متعبا حينها وتخف عادة في اليوم الثاني او الثالث وهي تشبه الشقيقة ولذلك تسمى شقيقة البطن. ولا تستدعي القلق الا انه في حالة النوبة الشديدة قد يلزم الذهاب للمستشفى لأخذ علاج الأستفراغ غالبا مع المحلول الوريدي كمسكن للحالة. ولا شي غير ذلك. وقد تكون الحالة استفراغ متكرر فقط (الأستفراغ الدوري) (periodic vomiting).
وكيف التعامل مع الحالة؟
كما ذكرنا مراجعة الطبيب للنوبات الشديدة فقط. وما عدا ذلك كل ما يلزم هو تطمين الطفل خاصة اذا كان متوترا وقد يفيد مساج البطن لتخفيف الألم.
ومن النادر الحاجة لأعطاء مسكن ان لزم – مثل الباراسيتامول او غيره او دواء مضاد للأستفراغ.
وما هي الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب في حال عدم وضوح التشخيص؟
غالبا لا يلزم.ولكن عندما تكون الاعراض شديدة وغير عادية او مصحوبة بأعراض اخرى فقد يطلب الطبيب فحص الدم والبراز او البول وربما فحص البرازلجرثومة المعدة او اشعة تلفزيونية للبطن للتأكد من التشخيص. وربما ينصح بأستشارة اخصائي الجهاز الهضمي للأطفال ان لزم وذلك في النادر.
الخلاصة: وبأختصار فأن الم البطن المتكرر عند الأطفال رغم الأنزعاج منه لا يستدعي القلق طالما ليس هناك سبب عضوي ( اي مرضي) يرافقه .ولا خطورة في الأمر، ولا يلزم سوى المسكنات ان لزم ، ولكن ينصح بمراجعة الطبيب للحالات الشديدة للتشخيص والأطمئنان. وتخف الحالة بذاتها مع الوقت. وفي حالة عمل فحوصات طبية فيتوقع ان تكون النتائج سلبية ومطمئنة.
الدكتور هاشم محمد المساوى
استشاري اطفال
2025/3/24