رغم ان الموضوع لا يشكل ظاهرة واسعة الانتشار كمشكلة مهمة في مجتمعنا إلا انه بدأ يظهر الى السطح حديثاً ربما لزيادة التفكك الاسري والضغوط الحياتية وايضاً انتشار وسائل التواصل والاجهزة الالكترونية بين الاطفال التي لا تخلو من مشاهد العنف وتأثيرها السلبي على سلوكيات الاطفال حين تغيب الملاحظة والمراقبة.
ويحدث السلوك العدواني أكثر في الصغار والمراهقين وكثيرا ما يكون الاهل او من يقوم برعايتهم عنيفين في تعاملهم مع الطفل بالصراخ او الضرب احياناً، وبالتالي يفرغ الطفل المعنف رد فعله وغضبه فيمن حوله وبالذات من هم أصغر منه وهنا يفترض تغيير سلوك من يرعى الطفل وقبل ان يتأثر الطفل.
اما حدوث نوبات غضب وربما بعض العنف في تصرفات الطفل من وقت لآخر فهو شيء طبيعي ومقبول حيث البعض من الاطفال عصبي المزاج وسريعي الانفعال وباحتوائهم بالعطف والصبر وتهذيبهم لا يصبح الامر مشكلة، كما ان الغيرة والتدليل المفرط قد يساعد على ذلك. وحين يتجاوز السلوك العدواني الخطوط الحمراء و -هذا بفضل الله لا زال نادرا في مجتمعنا-وحين تخرج الأمور عن السيطرة ويتأثر الطفل ومن حوله من جراء ذلك السلوك فالأمر يختلف.
وما هي اعراض السلوك العدواني:
- العنف و العصبية المفرطة ( النرفزة و الصراخ) و ربما التلفظ بألفاظ سيئة لأتفه الأسباب.
- العنف والإيذاء والضرب والرفس والعض وقد يصل الامر الى تحطيم الاشياء وحتى مقتنياته الشخصية.
- تذبذب شخصيته وميله الى الاعتزال احيانا لفقد تعاطف من حوله معه وربما الاكتئاب احياناً.
وما هي الأسباب؟
- العوامل الخارجية لها الدور الأكبر وخاصة قسوة التعامل مع الطفل وتعنيفه وكذلك التنمر على الطفل.
- ضعف الترابط العائلي والنزاعات الاسرية خاصة عندما يكون العنف جزءاً منها.
- هناك عدد قليل من الاطفال لديهم الاستعداد الذاتي، عصبي المزاج وسريعي الانفعال وهم طبيعيون ولكن ينحدرون الى سلوك العنف حين لا نفهمهم او نقسو عليهم فيشعرون بالحرمان من العطف والحنان ويميل سلوكهم الى العنف.
- يتأثر الطفل بمحيطه أكثر من غيره ولذلك يكون تأثر الطفل بمشاهدة مشاهد العنف سواء كان من التلفزيون او الألعاب الالكترونية أكثر من غيره.
وما العمل؟
- يجب ان نكون هادئين ومتزنين في تعاملنا فلا يكون رد الفعل بالمثل.
- نعلن للطفل مباشرة وبحزم رفضنا لتصرفه الخاطئ.
- نحاول ان نتفهم الأسباب لذلك ونعالجها بحكمة وصبر.
- لا نقطع الحوار مع الطفل وبهدوء ونبين له خطأ تصرفه بالطريقة التي تناسب عمره.
- نبعده قدر الامكان عن اجواء العنف وخاصة مشاهدة برامج العنف في التلفزيون و الآيباد.
- نبذل له العطف والحنان دون تدليل مفرط ونحفزه ونكافئه عندما يتحسن سلوكه.
- الحرص على ان لا يتأثر الطفل بالنزاعات الاسرية واعطائه اهتماما خاصاً.
وهل يلزم مراجعة الطبيب؟
من النادر جداً لزوم ذلك، وذلك حين يفقد الأهل السيطرة على الوضع او تأثر اداء الطفل في المدرسة او في التعامل مع الآخرين وبالذات الطفل المراهق، ويفترض ان يكون الطبيب مختصاً في مجال الطب النفسي والسلوك لمساعدة الطفل والأهل.
الدكتور هاشم محمد المساوي
استشاري الاطفال
13/7/2020